Headlines
Published On:2014/09/08
Posted by alialsayed

والله زمان : حقوق الجار

الجار اسم من ثلاثة أحرف بساطة في الكتابة تعظيم في المعنى ، كلمة شاملة تحمل معان كثيرة ، حتى وصانا الإسلام بالجار . 
في القرآن الكريم آيةٌ دقيقة ، يقول الله جلّ جلاله :
﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ﴾
[ سورة النساء الآية: 36]
هكذا الجار كما أوصانا الدين ، لم نكن قط أن نجور على حقوق جيراننا ، ولا كره الجيران لبعضهم البعض ، الجار أصبح عدوُ لجار ما أن تتاح له الفرصة تلك الفرصة فرصة الإنتقام وكأن بينهما ثأر .
زمان كانت تتجلى معاني الجيرة وتتعظم معاملة الجيران مع بعضهم ففي أي مناسبة يأتيك الجار هادي لك هدية مبتسما وكأنه يهدي نفسه هدية لا لجاره ، التهادي كان تعبير صافي عن الحب والعلاقة الحسنة لا المجاملة أو الرشوة أو أو ..
الجار كان يعرف يحق جيرانه كان له ناصح أمين ،عون له ومساند له ، كان مرآة له كان دليل في الرأي والطريق ، يواسيه وقت الحزن وعون وقت الضيق . 
حقّ الشُّفْعة، وحقّ الشّفعة عدَّه بعض العلماء حقًّا مُلزِمًا، أيْ إذا كنتَ تسْكن في بيتٍ، ولك جار في الطابقٍ نفسه، وأراد الجارٌ أن يبيعَ بيتهُ يجب أن يسألك قبل كلّ شيءٍ، فهو مُلزمٌ أن يبيعهُ لك بالسّعر الرائج فإذا باعهُ لِغَيرك يمكن أن تُقيم عليه دعْوى، والقاضي يُلزمُه بِفَسْخ البيع وبيْعِهِ لك، هذا هو حقّ الشّفعة في بعض المذاهب حقّ مُلْزم.
فالجار كان جزء لا يتجزأ من جيرانه فيقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ))
[ رواه البخاري]
الجار تمثلت فيه أسمى المعاني لم يكن لك الحق أن تجور عليه ولا تشكوه ولا تظلمه ولو بكلمة ورأى البعض أن الجار ذو منزلة أعظم من الأخ أحيانا إذ أنه منجد لجاره وقت لا منجد فيه غيره إذا وقعت مصيبة ما أو شئ استنجد فيه الجار بجاره .
علاقات الإرث هي علاقات القرابة فقط، والنبي صلى الله عليه وسلم يعطيه حقاً يقترب من حق القرابة، أغلبُ الظّن أنّ القريب تراه في الأسبوع مرّة ، وهناك قريب تراه في الشّهر مرّة، ومعظم الأقارب تراه في العام مرّة؛ في العيد فقط، لكنّ الجار تراه كلّ يومٍ عشر مرّات، خمسين مرّة، فالجار دائمًا أنت وإيّاه في مكان واحد.
لذلك لمّا جاء عمرَ بن الخطاب رجلٌ وسألهُ: هل يعرفُك أحد ؟ قال: نعم ، فلان يعرفني، فقال: ائتني به، فلما جاء به، قال له: هل تعرفهُ ؟ فقال: نعم، قال : هل جاورْتَهُ ؟ قال لا، قال: هل سافرتَ معه ؟ قال: لا ، قال: هل حاككْتَهُ بالدّرْهم والدِّينار؟ قال: لا ، فقال عمر : أنت لا تعرفهُ.
فالجار له حق أيضاً في نفسك فيقولعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم .
                    ((يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ))
أما الآن الجار ليس بجار فأصبح بلعان لجاره ويسب جاره بل يخوض في أعراضه ، الجار الذي يخبئ أكلة ما ولو استطاع لمحي وأخفى رائحة طعامه بل والأدهى أن البعض يتشاجر مع أهله لأنه لم يستطع إخفاء الرائحة بحجة ان جاره شم رائحة طعامه . 
من حق الجار التواصل بالزيارةالجار في نَظَر الإسلام مُعين، ناصِر، حارِس، أمين، يُطْعمُكَ إذا جُعْت يُهْدي إليك من طبْخه، ولو لم تكُن جائعًا، يُشارك في الأفراح والأتراح، يُواسي ويُعزِّي في المصائب والأحزان، يُرْشِد، وينصَح، يتعاوَن معك على البرّ والتقوى، يعودُك إذا مرِضْت، يزورُك زيارة الأخوّة الخالصَة يحْفظُك في أهلك وذريّتِكَ، لا يخونك في مالٍ ولا أهلٍ ولا ولد .
وإن طال الحديث لا يكفينا الوقت لنتكلم عن حقوق الجيران وكيف وصل معنى الجيرة الآن وطمس كافة معانيها التي تعالت . فالجار ثم الجار لا صديق ولا رفيق غير الجار ففي أمثالنا نقول " الجار قبل الدار "

كتبت : سامية

About the Author

Posted by alialsayed on 2:47 PM. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By alialsayed on 2:47 PM. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "والله زمان : حقوق الجار"

Post a Comment

زوار الموقع