Published On:2014/09/25
Posted by alialsayed
من هم الحوثيون ؟ الجزء الأول
شعار الحوثيين |
حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من محافظة صعدة التي تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء 240 كم شمالا مركزا رئيسيا لها ،عرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004 - الإمام يحيى بن الحسين القاسم الرسي (الهادي إلى الحق ) المولود في المدينة المنورة لكونها مدينة أسلافه الذين تعود أصولهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ، زعيم ديني وسياسي في اليمن (ولد في859 - توفي في 19 أغسطس 911). كان أول إمام للدولة الزيدية الذي حكم على أجزاء من اليمن من 897 إلى 911 وجد سلالة الرسيين التي حكموا اليمن في فترات متقطعة حتى عام 1962 -ويعد الأب الروحي للجماعة. تأسست الحركة عام 1992 نتيجة مايشعرون أنه تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية.
ويعتبرون أنفسهم لب الزيدية عقيدة وفكراً وثقافة وسلوكاً - والزيدية هم طائفة دينية إسلامية متفرعة عن الشيعة ويعتبرون أقلية بينه معظمهم في اليمن اليوم وتواجدوا سابقاً في نجد وشمال أفريقيا وحول بحر قزوين وتسمى أحيانا بالهادوية ولكنها تسمية خاصة بفرع فقهي داخل الزيدية نسبة للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين - .
وتعتبر الحركة بدر الدين الحوثي غمام فكريا لهم فقد تأثروا به جل التأثير قهو أحد فقهاء المذهب الزيدي والمناهض للحركة الوهابية في اليمن، وكان قد ألف عددا من المؤلفات وهي نحو(30) مؤلفاً وأهمها كتاب (تحرير الأفكار) وكتاب (الغارة السريعة) وهما من الردود على مقبل الوادعي، وكذا كتاب (الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز) وكتيبات (من هم الزيدية) (من هم الرافضة) وغير ذلك، وله أيضاً كتاب (التيسير في تفسير القرآن الكريم) قد تم طبع الجزء الأول منه. ويتطرق لأفكارهم بالنقد وتحديدا على أحد أعلام الوهابية في اليمن مقبل الوادعي .
أسباب الظهور
مقبل الواعدي ذلك الرجل الديني سلفي أقام بقرية دماج الواقعة في محافظة صعدة . أقام مقبل الوادعي في السعودية وعاد إلى اليمن عام 1979 وأسس برعاية علي محسن الأحمروعلي عبد الله صالح والسعودية مدرسة سلفية في دماج في صعدة معقل الزيدية وسماها دار الحديث وقد اعتمد كلا من علي محسن الأحمر وعلي عبد الله صالح على سياسة فرق تسد للسيطرة على أطياف المجتمع اليمني. فدعم رجل مثل مقبل الوادعي وهو من بكيل - أحد جناحي الأئمة الزيدية تاريخيا ـ ليبني مدرسة وهابية في عقر دار الزيدية كان لمقاومة أي محاولة من الزيدية لإستحضار مبدأ الخروج لإستحقاق الإمامة ولمقاومة الفصائل اليسارية كذلك والتي كانت نشطة في مناطق من ماكان يعرف باليمن الشمالي مثل تعز.
كان مقبل الوادعي يصف الزيدية بأنهم "أهل بدعة" داعيا إياهم للعودة إلى "السنة الصحيحة" وبشكل عام فإن الصيغ والتعابير التي كان يستخدمها هي ذاتها المستخدمة فيالسعودية .وقد بدأ طلاب مقبل بتدمير وهدم الآثار الزيدية في صعدة بالذات حيث معقلهم خلال تسعينات القرن العشرين انحياز الحكومة اليمنية إلى جانب مقبل الوادعي . ما جعل المجتمع الزيدي في اليمن يشعر أنه دينه وثقافته مستهدفة من الدولة نفسها بالإضافة للإنعزال الإقتصادي لصعدة، فالتهميش الحكومي لسكان المحافظة جعلها خارج الدولة اليمنية وطور السكان المحليون اساليب للابقاء على استقلاليتهم الاقتصادية فلم تتأثر صعدة بأزمة عودة المرحلين من السعودية عام 1990خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، ظهر جيل من اليمنيين متشبع بالأفكار الدينية السعودية، قُدمت له تسهيلات من حكومة علي عبد الله صالح للسيطرة على المساجد والمنابر والمدارس الحكومية في مناطق زيدية. إلى جانب التسهيلات الحكومية، اعتمد هولاء الوهابية الجدد على دعم خارجي لا محدود من السعودية لبناء المدارس والمساجد في صعدة. يرفض هولاء تسمية وهابية ويفضلون سلفية ولكن يُستخدم لفظ الوهابية لتأكيد ارتباطهم السياسي والثقافي بالسعودية . يحرمون الديمقراطية والأحزاب السياسية واعترضوا على الإحتجاجات الشعبية ضد علي عبد الله صالح لأنه "ولي أمر" إذ اعتبر مقبل الوادعي المظاهرات والإحتجاجات تقليدا "لأعداء الإسلام". ويعتبرون النظام السياسي في السعودية النظام الأمثل للحكم.
و خلال تلك الفترة، كان الزيدية في أضعف حالاتهم من قرنين تقريبا إذ كان شمال اليمن قد تخلص لتوه من المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت دولة ثيوقراطية - نظام حكم يستمد شرعيته و سلطاته مباشرة من الإله، و فيه تتكون الطبقه الحاكمه من الكهنه و رجال الدين الذين يعتبرون انفسهم موجهون من قبل الاله. الحكومه الثيوقراطيه هى الكهنوت الدينى نفسه- العديد من الشباب من خلفية زيدية اعتنق المذهب الوهابي لغياب قوة مضادة للأفكار التي جلبها مقبل الوادعي من السعودية، الجيل الأكبر سنا من الفقهاء الزيدية انعزل عن العامة وتضائل انتاجهم الفكري كثيراً بالاضافة لانحياز الحكومة اليمنية ضد الزيدية فافتقروا للعوامل اللازمة لمقاومة مقبل الوادعي والأفكار السعودية المدرسة في "دار الحديث". رفض مقبل الوادعي للديمقراطية والأحزاب السياسية وتحريمه الخروج على الحاكم ولو كان ظالما وترويجه للسعودية سياسياً وإجتماعياً في كتاباته مثل دفاعه عن فتوى رجل الدين السعودي عبد العزيز بن باز بجلب القوات الأميركية لتحرير الكويت من الجيش العراقي. بافضافة لوقوف الحكومة اليمنية خلفه خاصة لدعوة تلاميذه للقتال في حرب صيف 1994 رغم أن السعودية التي تبنى الوادعي مواقفها، دعمت الإنفصاليين خلال تلك الحرب. بعد الوحدة اليمنية، استمر علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمرباعتبار الوهابية عاملاً قيماً لمواجهة النخب الزيدية فدعمت الحكومة اليمنية عبد المجيد الزنداني لإقامة جامعة الإيمان بصنعاء التي أخرجت كل ماله علاقة بالإرهاب في اليمن، ذلك حسب الإتهامات الغربية،أما السعودية فرأت في مثل هذه المنشآت وسيلة لممارسة "قوة ناعمة" على اليمن.
الرد الزيدي جاء في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة الوهابية سياسياً وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق قليلاً لأنه ركز على إعادة إحياء النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية التي اسموها المعاهد العلمية في صعدة والجوف وصنعاء بأموال من زيدية أثرياء وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي التي يرد فيها على مقبل الوادعي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية وكذلك أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية من خولان وبكيل ـ قبيلة مقبل الوادعي نفسه ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها المخيمات الصيفية لم تكن تعليمية بل قضى الأطفال والمراهقين جل وقتهم بممارسة أنشطة مختلفة وهو ماجعل العديد من العائلات ترسل أبنائها إليها وتجاوز الزيدية الأطياف الإجتماعية في صعدة واتخذوا موقفاً أكثر عملية في مواجهة مقبل الوادعي وهو القول أن الزيدية هي المذهب اليمني الأصيل وأن الوهابية وسيلة سعودية لزيادة نفوذها في اليمن وخلق الصراعات بين اليمنيين، هذا الطرح ليس مؤثرا في الأوساط الزيدية التقليدية فحسب بل بين أطياف واسعة من المجتمع اليمني كذلك فلم تعد القضية مجرد صراع مذهبي، بل صراع هويات لأن الشافعية في اليمن ومعظمهم أشعرية - نسبة لأبي الحسن الأشعري هي مدرسة إسلامية سنية اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي -، وبرغم إختلافهم الكبير مع الزيدية التقليديين الذين يعتبرونهم "كفار تأويل"، لا يحبون القوى الوهابية الجديدة ويعتبرونهم عملاء للسعودية ووقفوا مع الحوثيين، معنويا على الأقل.
المواجهات العسكرية والصراع مع الحكومة
عقب أحداث الحادي عشر من سبتمر 2001، لاحظ علي عبد الله صالح أن الوهابية ازدادوا قوة في اليمن ، فدعم حسين بدر الدين الحوثي بداية لإعادة إحياء النشاط الزيدي في صعدة على الأقل، بالإضافة لتشجيعه لبعض هولاء الوهابية ترك حزب التجمع اليمني للإصلاح. ولكن عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بدأ حسين بدر الدين الحوثي يظهر معارضته لصالح ويتهمه علنا بـ"العمالة" لأميركا وإسرائيل. وعندما توجه صالح لأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد صعدة فوجئ بالمصلين يصرخون الشعار الحوثي :" الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، فاعتُقل 600 شخص فورا وزج بهم في السجون، لأن الهتافات والإعتراض الحقيقي لم يكن لأميركا بقدر ما كانت ضد علي عبد الله صالح وحكومته .
وقد وجد حسين تأييدا من قبل السكان لنقمهم على الحكومة بالدرجة الأولى. كان حسين يخطب في الناس عن الفقر والبؤس الذي تعاني منه صعدة، عن غياب المدارس والمستشفيات وعن وعود حكومية كثيرة لم يتم تنفيذ أي منها ، المشاريع التي رعاها حسين نفسه بتأمين إمدادات المياه النظيفة وإدخال الكهرباء إلى صعدة ساعدته كثيراً ليلقى قبولا من السكان كزعيم، رغم أنه لم يكن سياسياً نشطا في صنعاء ولا شيخ قبيلة بخبرة طويلة . فكانت أهدافه الحقيقية وأهداف الحركة التي اتخذت اسمه لا تزال غير واضحة، من خلال خطبه ومحاضراته بدا حسين كأي خطيب جمعة في اليمن والمنطقة العربية، لم يشر إلى الإمامة الزيدية ولا إسقاط النظام ولا عن مشروع سياسي واضح يتجاوز "توعية الأمة عن مؤمرات اليهود". بل من غير المرجح وجود ميليشيا اتخذت أي اسم عام 2004 ولكن خطب حسين عن "عمالة الدول العربية لأميركا واليهود" لم تكن سوى هجوم على علي عبد الله صالح نفسه. لم يكن حسين بدر الدين الحوثي الشخصية اليمنية الوحيدة التي تنتقد علي عبد الله صالح مستعملة نفس المبررات والصيغ مثل العمالة لأميركا في حربها ، الذي جعل لحسين أهمية عند صالح . فكانت خلفيته كزيدي استطاع بها تكوين قاعدة دعم شعبية في صعدة، معقل الأئمة الزيدية تاريخياً.
وقرر عبدالله صالح دعم الوهابية وعينهم في مساجد صعدة عوضا عن أئمة المساجد الزيدية، وسُجن عدد كبير من أتباع حسين بدر الدين الحوثي بل طال القمع أولئك المتعاطفين معه فقط. وأوقفت الحكومة المرتبات عن المدرسين المشاركين في الأنشطة التي نظمها حسين. في يونيو 2004، اعتقلت السلطات اليمنية 640 متظاهر من طلاب حسين في صنعاء ثم توجهت قوة لإعتقال حسين بدر الدين الحوثي نفسه متهمة إياه بالسعي للإنقلاب على نظام الحكم الجمهوري وإعادة الإمامة الزيدية. عدة عوامل أقنعت صالح بضرورة تصفية أنصار حسين الحوثي عسكرياً .
كتبت : سامية
المراجع
- ويكيبديا الحوثيون
- الجزيرة
- اليمن
- موقع قصة الإسلام
- سبأ
- مأرب برس
- مجموعه الأزمات الدولية
- موقع مقبل الواعدي
- جريدة السياسة الكويتية
- جماعة أنصار الله
- خطب عبد الملك الحوثي
- تاريخ الوهابية مقالات
- أخبار الساعة
- مصادر أخرى