Headlines
Published On:2015/02/12
Posted by Unknown

عجائب المخ


المخ من يتصور ان هذا العضو الضئيل او على الاقل الصغير نوعا ما بالنسبة لغيره من الاعضاء بل مجرد حبة رمل بالنسبة للارض او الكون يحتار فيه العلماء والاطباء المتخصصون في كيفية بناءه او عمله، بل ادهشهم طريقة عمله التي مازالوا حتى يومنا هذا يتساءلون فيها وربما لن يتوصلوا الى الحقيقة الكاملة بعد عشرات السنين من الان.
فهذا الشئ الهلامي الذي  لا يزيد وزنه عن 3.5 رطل فرغم هذا يقف امامه العلماء عاجزين عن تحليله، فيوجد في عدد رهيب من الخلايا العصبية والتي تصل ما بين 10 الى 15 مليار خلية عصبية موجودة في هذا الحيز البسيط والصغير جدا بالنسبة لهذا العدد من الخلايا الموجودة فيه، بل وزيادة على هذا العدد المهول من الخلايا تتفرع كل خلية فيه الى تفرعات لانهائية لتكون شجرة عصبية، واذا حسبنا كمية الاتصالات التي يجريها هذا المخ ستصل الى 10 وامامها اصفار بطول 9 مليون كيلومتر، اي ستكون شئ معقد جدا فتكون عدد الاتصالات التي يجريها هذا المخ يساوي 100 ضعف ما يحدث يوميا من اتصالات ومكالمات تجري على كوكبنا بالكامل. فتخيل ان هذا العدد الكبير من الاتصالات والذي يساوي 100 ضعف اتصالات الارض يحدث داخل حيز لا يتعدى وزنه3.5 رطل اي ما يساوي 1.5 كيلو جرام. ايضا هذا المخ ينقسم الى فصين او جزأين متطابقين تماما في الشكل اما في الوظيفة والمراكز والنشاط المسؤل عنه كل جزأ فسنجده انه مختلفين تماما. 

فسنجد ان الفص الايسر مختص بالانشطة مثل الكلام والكتابة والحروف والمنطق والهندسة، بينما الفص الايمن فمختص بالانشطة التفكير والابداع والالهام وكذلك الامور الدينية.
لذا حاول الغرب منذ زمن ان يغيروا مناهج التعليم لديهم ليجعلوا الطلاب اكثر ابداعا والهام، لذا قاموا بعمل تجارب للصفوف الاعدادية وان هذه التجربة تترك على اعطاء الطالب الحرية الكاملة في اختيار المنهج او الطريقة التي يراها في دراسته فأعطوا الطالب ورق وفيه طلبوا منهم انهم يقولوا ما يفعلوه كل يوم ووجه نظرهم في المدرسة والمناهج وكل شئ حولهم دون التقييد، فوجدوا ان الطلاب عبرت عن مشاعرها بدون اي قيود تلزمهم بحدود معينة فمثلا احد الطلاب قام وشرح وجهة نظره في منهج الحساب واقترح استخدام الالة الحاسبة في العمليات الحسابية بدلا من حفظ جدول الضرب، واخر عبر عن رأيه في المدرسة وكيف يود ان يراها، وهكذا كل طالب اجاب بطريقته الخاصة وعبر عن مشاعره بدون قيود.
وفي تجربة اخرى اعطوا الطلاب اوراق والوان مختلفة وطلبوا منهم انهم يعبروا عن ما في ادمغتهم باستخدام الرسم او الكلام او اي طريقة يجدها الطالب مناسبة للتعبير عن ما بداخلهم. وبما ان الناس جميعا تختلف في مخيلتها وطريقة تفكيره عن الاخر ورؤيته لما يدور حول وتصور للعالم الغيبي والمستقبل، يستطيع المختصون تحليل الاشخاص وتحليل ادمغتهم.
ولكن احب اقول قبل ان اكمل ان لكل شخص شئ يذكره بشئ أخر بمعنى ان ممكن شخص يتذكر اكلة ما عندما يرى شخص او العكس لانه ربط ما بين الشخص والاكلة فاصبح احدهم دليل الاخر، او اذا رأى شئ او شم رائحة معينة تذكر موقف ما حدث له، ففي كل عقل كل شئ عالم اخر هذا العالم الداخلي الخاص والذي لا يستطيع احد الاطلاع على اسراره سوى الله وصاحبه يعبر عن شخصية ورغبات هذا الشخص.
فوجد العلماء عندما قاموا بوضع احد الحيوانات منفردا في قفص، واخر وسط مجموعة من الحيوانات في قفص اخر، وثالث وحيدا ولكن قاموا بوضع بعض ادوات الترفيه او اللعب له مثل الشجر والفروع او ما يحب هذا الحيوان ان يجده لو كان حرا، ورابع تركوه هو ومجموعه من الحيوانات داخل غابة حر الحركة يتركوه يتحرك كيفما شاء بدون تحديد مكانه او تقييده ليعيش كما يعيش اقرانه العاديين في اي غابة. فوجدوا ان الحيوانات التي تركت في الغابة وهي المجموعة الرابعة ان كان نمو مخها اكبر والتفرعات الشجرية العصبية اكبر والسبب انها عاشت في متغيرات اكثر وتفاعلت مع البيئة المحيطة بها سواء كانت بيئة سيئة او جيدة كل هذه العوامل تثري المخ، فاذا طبقنا هذه التحربة على الانسان.

الشخصية الانسانية

ولكن السؤال هل يفقد المخ هذه السمات وليقاته الفكرية عند سن معين او تقل عندما يكبر في السن؟
في الواقع ان المخ يحتفظ بكامل لياقته لسن الشيخوخة بل ما بعد الشيخوخة اذا استر الشخص في الانخلاط في الحياة الفعلية، اما اذا اغلق الانسان الباب على نفسه وانعزل فهذا معناه ان مخه اصبح في شيخوخة وعزلة، اذا طوال ما اعطيت لنفسك احساس وقمت بالفعل بالانخلاط بين الناس سيظل مخك محتفظ بكامل لياقته لسن التسعين وما بعد التسعين. وهنا يقول سيغموند فرويد عن الشخصية الانسانية انها تتكون في الخمس سنوات الاولى من الطفولة وبعدها تتوقف تماما عن النمو وتتجمد ولا يزداد عليها شئ. وجد بعد ذلك ان كلامه خاطأ تماما فالشخصية الانسانية تظل في تطور مستمر طوال ما تفاعل صاحبها مع بيئته المحيطة به.


مدينة الغرب هي مدينة الفص الأيسر

حاول الانسان منذ زمن سحيق بناء المدينة التي حلم بها وبالفعل نجح في بناءها بل برع في ذلك خاصة ما سنجده في المجتمعات الكبيرة العدد وكذلك التي تشهد تطور تكنولوجي مذهل كنيويورك الامريكية مثلا سنجد المدينة هناك حياة عزلة فلا يوجد ترابط بسبب الحياة التي فرضها الانسان على نفسه فبدلا من ان يعيش مع جيرانه عاش في ادوار رأسية بدلا من الافقية، فاصبحت المدينة هي التي تحكم الانسان وتفرض قوانينها عليه بدلا من ان يحكم الانسان المدينة.
فاذا اخذت جولة في احد هذه المدن المليونية لن تشعر الاببعض الانبهار لما تميزت به من معمار شاهق ولكن لن تشعر براحة النفسية فيها لان اذا سألت احد من الفنانين او الذين يتمتعون بشعور رقيق او حتى اذا سألت نفسك في وقت تحتاج في الى الراحة والتأمل بايهم افضل ان تعيش في طبيعة بعيدة عن المظاهر الاسمنتية والمباني الشاهقة ام وسط عالم من الاحجار والابنية والكم الهائل من شبكة مواصلات اشبه بالشبكة العصبية بالمخ؟
ستجد ان الانسان في احيانا كثيرة يهرب من المدينة ويلجأ الى الريف او المناطق التي يكثر فيها الطبيعة من شجر واللون الاخضر ومن بحار وامواج، وحتى الاطباء يطلبون من مرضاهم السفر لمكان هادئ بعيد عن زحمة المدينة.
والان بدأ العالم الغربي يتحرر من هذه الجزأية والتفكير بالفص الايسر الى التفكير بالفص الايمن، رغبة منهم في الاستفادة بطاقة المخ كاملة.

ايمان الغرب بقداراتهم 

ولان الغرب ادركوا منذ  زمن بعيد زفهموا انه لا يوجود شئ سيجعلهم في المقدمة وطلائع البلاد سوى ايمان قوي بقدرتهم وقدرة العلم على تغيير الواقع والشخصية الانسانية، وهذا اصبحنا نراه بشكل ملحوظ في الاؤنة الاخيرة، وطرق التدريس التي تميز بها الغرب. الطرق التي ساعدت كثيرا على بناء الشخصية واخراج كل الطاقات العقلية وكذلك الابداهية الموجودة في العقل البشري، وتم هذا عن طريق اعطاء المخ مساحة من التعبير عن ابداعاته دون تقيد بحدود كما نعيش فيه الان في وطننا العربي على عكس ما كنا عليه في السابق.
وتم تطبيق هذا المنهج التدريسي بعد الكثير من التجارب ففي البداية قاموا باعطاء الطلاب اوراق وطلبوا منهم ان يكتبوا كل ما يدور في اذهانهم وعقولهم وبعدها يشرحوا للمدرسين افكارهم وظلت هذه الفكرة تتنامى الى ان وصلت الى ما هم عليه الان من اتاحة الفرصة للطالب بشرح الدرس لزملائه ودور المدرس تعديل وتصحيح لا لوضع العقول في قوالب جاهزة ليصب فيها افكار جامدة عفى عليها الزمن.

دعوة للتحرر

اذا رأينا العالم الغربي اليوم الذي اصبح منفتح بدرجة كبيرة جدا والتحرر الذي اقصده هو التحرر الفكري اخراج العقل من الحجرة المظلمة الموجودون فيها الان، حجرة اسمنتية لا يدخلها اي مصدر للضوء فقد حياة روتينية مملة لا يوجد فيها اي نوع من التجديد في الفكر، فستجد نفسك انسان مختلف كليا عما كنت عليه فقد اسمح لعقلك انه يتحرر من العوالق الموجودة داخلك.
 فالجميع يجمع على ان المخ البشري يمتلك امكانيات عظيمة جدا، فالعلماء وضحوا ان الانسان لا يستخدم الا 1/10 (عشر مخه) فقط او كما يقول البعض اننا نعيش بنص مخ لاننا نستخدم فص واحد اما الاخر فلا يعمل مطلقا، على الرغم من انه يمتلك قدرات مذهلة فقط يحتاج الى استكشاف، ونعيش في حرمان مستمر حرمان العقل من طاقة العقل ويظل مقيد، سجين في الظروف التي وضع نفسه فيها وبارادته.
وأخيرا العالم الغربي يود تقليد العالم العربي او الشرقي ولكن تقليد العالم الشرقي الاصلي وهو الذي كان موجود منذ عشرات بل مدة تجاوزت القرن، في الوقت الذي حاول فيها الشرق محاكاة او تقليد الغرب في كل شئ فانت الان ترى النطاحات والمباني والاسلحة والحياة المعقدة التي اصبحت نقمة على الشر قبل ما تكون نقمة على الغرب لاننا لم نعتاد هذه الحياة التي يعيش فيها الانسان داخل حجرات بلا نوافذ يطلع عليها العقل على عالم بلا خطوط او حواجز، فاصبحنا الان نسخة مشوهة بالغرب، وللاسف لم نستطع الابقاء على معالمنا وترثنا او على الاقل اصبحنا ننافس الغرب في مجالاتهم بل وقفنا في المنتصف لا نستطيع التقدم لعجزنا وتقليدنا الاعمى ولا نستطيع العودة لان اذا عدنا لتراثنا سنكون متخلفين لان التراث كان من المفترض انه يحدث ككل شئ من المفروض له انه يحدث، فاصبحنا سجناء في سجون شيدناها نحن بأنفسنا، وسجننا ما هو الا سجن التخلف والبحث عن الرغبات فقط.
وللأسف ايضا اذا عدنا الى ما يعيبه الغرب على انفسهم انهم يعيشون بانصاف امخخ فاننا نعيش بلا مخ نهائيا، لا نستعمل سوى المخ البدائي، الغرائزي وهو ما يقال عليه في علم التشريح (السرير المخي، وما تحت السرير المخي) وهي مراكز بدائية في المخ، وهي مراكز حسية ومراكز العواطف، بينما المراكز العليا والمادة الرمادية وهي مادة الوعي وهي المراكز التي لا نستعملها مطلقا.

اللحاق بركب التكنولوجيا

الان اصبحنا مطالبين بمسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي الموجود عليه الغرب، لذا يجب علينا اول شئ فهم المسؤلية الواقعة على كل فرد لابد من فهم ما عليه وما له من واجبات ومسؤليات.
ثانيا يجب علينا جميعا مضاعفة مجهودنا لان الغرب يروا الان انهم مقصرون نحو واجباتهم ولابد تسريع وتيرة العلم والتقدم فما بالنا نحن، لذا علينا بذل ضعف ما يبذله الغرب من جهد، لان يلزم اي شخص يود التقدم ان يكون عنده تراث خلفية او قاعدة هائلة من المعلومات والقدرات للنهوض لا يقوم اي نهوض الا بقاعدة معلومات لذا علينا العمل بخطوتين متوازيتي، خطوة تحصيل ما فاتنا وخطوة للابتكار والعمل.
واي شئ يكون سهل فقط نحتاج للجهد والثقة، لا يوجد شئ مستحيل كل ما هو مطلوب منا تشغيل العقول واخراج الكنوز المدفونة بداخلنا، بداخل كل واحد فينا طاقة مذهلة اكبر من طاقة القنبلة الهيدروجينية، لذا يمكن لاي شخص او اي بلد التقدم واحراز اي شئ هي توده واقرب مثال سنغافورة التي لا تملك اي موارد ولكن تملك عقول وهمم فانظر اليها الان اصبحت تناطح الدول العظمى بل تسبقهم في وقت قصير جدا حوالي عشرين سنه.
لذا يمكننا عمل ما كنا نقول عليه انه مستحيل، فقط بالثقة في الله وفي انفسنا، والعمل والفكر نقدر.....


كتبت : سامية

About the Author

Posted by Unknown on 11:34 AM. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By Unknown on 11:34 AM. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "عجائب المخ"

Post a Comment

زوار الموقع

    Blog Archive