Headlines
Published On:2014/07/15
Posted by alialsayed

رجل و ولدان

                               رجل و ولدان


 قصتنا اليوم عن رجل أراد السعادة ورآها بمنظور آخر وأراد أن يعيشها بشكل مختلف حتى وإن جنت هي عليه بتعاسة . 
 دائما ما نقول أن الحبيب يحب أن يرى حبيبه سعيداً وإن كان هو تعيساً . وهذه هي الحقيقة فعلا , فكلنا نحب أن نري من نحبه سعيدا فرحا وحتى إن كانت سعادتهم تجلب لنا المشاكل أو حتى التعاسة .
 والآن نتسائل ماذا فعل هذا الرجل ؟ وما نوع تعاسته ؟ وهل كان هو من جلب الشقاء لنفسه ؟
 جبلنا جميعنا على الشقاء إذ يقول المولى سبحانه وتعالى " لقد خلقنا الإنسان في كبد "  وهذه هي الحقيقة وهذا ما سنراه اليوم في حكايتنا .
 فهذا الرجل الذي شكى الفقر في شبابه فأراد أن يجد له مخرجا له يعان بقوت ثابت فالتحق بالجيش وهو المعروف ب التطوع غذ يتقاضى الدخل مع ضمان تلك الوظيفة نعم فالغالب يعتبر التطوع وظيفة وأهم مميزاتها الثبات الوظيفي مع الراتب الجيد , فاشتغلها وعمل بها وارتضاها رغم قساوتها وصعوبة إرضائها . ولكن سارت الأيام ومن سكن غير دائم إلى شراء منزل لا بأس به وكفاح دائم وأمل يكبر أمام العين ؟ ظل حلم هذا الرجل يكبر أمام عينه وأمله كان ولديه الذان وهب لها كل حياته لهما على الرغم من أن لديه فتاتان ولكن بطبيعه الحال التي أرى أنها ليست بمصر أو الوطن العربي فحسب بل العلم ان الأزواج خاصة الزوج يحب أولاده البنين عن البنات لسبب أو لآخر . المهم تمر الأيام ويري الأب في زوجته شيئاً غريب ألا وهو أنها تبغض أولاده فيه ويعيش هذا الشعور ويتألم منه خاصة غذ يرى بعض أولاده عنه وشئ من كراهيتم له إن صح التعبير وتموت الأم لعل فكرها يموت معها وتعود الأبناء لطبيعة حالهم وليرضوا عن أبيهم ويمسحوا ذكرات الكره الغير مبرر . 
 وفي أثناء ذلك يصل الأب للستين من عمره ويزداد معاشه , وترى الأولاد فرصتهم في الحصول على شريكة العمر قد آنت ولكن من أين وهذان شابان لا يملكون المال ؟ فيرون أن فرصة العدول عن مشاعرهم لأبيهم قد جاء وقتها فتظاهروا بحبهم له وأن شئ ما هو ما صوره لهم قاسيا ظالما . ونجحت الخطة فالأب حُرم من تلك المشاعر سنوات وأرادها يوم وها هي جاءته لعنده أولاده يغترفون بما اقترفوه من خطأ ويطلبون منه العفو ولم يتأخر الأب عن سماحهم .
 وهنا ينظر الولدان لبعضهما ويتساءلوا عن الطريق الجديد الذي سيختاروه فاختار احدهم الإعتماد على نفسه خير من التواكل على الأب فبناء مستقبله بيده خير من ان يشحذ لقمة العيش من أبيه , وأما الأخر فاختار العكس وقال لنفسه " ها هو ابي فتح لنا باب خزينته لنأخذ منها ما نريد فلما علينا العمل فلنرتاح فالحياة جعلت للراحة لا للتعب " ولكن السؤال الأهم كيف سيأخذ هذا الولد المال من أبيه ؟ وكيف يقنعه بأنه الأحق من أخيه بالمال ؟ 
 مكث طويلا ليفكر ولتعينه زوجته وأخيراً توصل للطريقة التي تجعله يظفر بمال أبيه لوحده دون أخيه . ورأى أن هذه الطريقه هي " المسكنة " أو إيحاء الأب بالفقر وقصر اليد وقساوة الدنيا وتعنتها ...ونجحت الطريقة 
أخذ هذا الولد يأخذ بلا إستحياء ولا تعب فتارة يقول ولدي مريض وأخرى مال من أجل العمل وثالثة ورابعة فلم يكل ولم يتعب الأب أيضا وأخذ يأخذ بالحجج لطرده من العمل وأخرى لعدم سعيه للعمل ويظل مسلسل المسكنة مستمر في حين الأخ الآخر يرى ويتعجب من أمر أبيه الذي لا يصد ذلك الجاشع عن جشعه ويتحسر على المال الذي لا يشارك أخيه فيه فأراد هو الآخر الأخذ من التركة المنهوبة . فأخذ هو الآخر الحجج والأغذار ليأخذ ونال ما أراد .
  فكلاهما تركا له الدنيا ليحمل شقاها فيجعلونه خادم لديهما فيتبضع لهم ويخدم من أراد ويقضي حاجة هذا وذاك ولا يشكر أحدهم حتى الزيارة بخلوا بها على الرغم من إقامته معهم في نفس المنزل وتلك اللقمة الذي أخذ يطلبها من الجار بدل من الابن وساء الحال  وها هم يتنازعون في المال كما لو تأكل الضباع جيفتها 
والأب ساكن بلا حراك على الرغم من أنه لم يعد بمتحمل تلك النهشات من أولاد حلم بها طوال عمره ولكن شبوا على غير سجية أرادها واليوم هم بالشجار تارة تقابلون وتاه بالمكيدة يوقعون بعضهم إلى أن نظر الأب لحاله وتساءل هل هذا ما أراد ؟ وماذا سيفعل ؟ وفكر هل يرحل ويترك لهم الغنيمة كما أرادوا ليقسموا كما يشاؤا ؟ أم يختار سيدة ليتزوجها ويرحل بعيداً عنهم ؟
 ويقع الأب صباحا بين الأول ولثاني ضحية ويندب فعلته التي يقر بأنها خطأ كبر ولم يتوقعه , وبين المساء الذي يكون فيه فريسة للوحدة والألام فيشكو لنفسه وأنى من يجيب ؟!

كتبت : سامية



About the Author

Posted by alialsayed on 1:40 PM. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By alialsayed on 1:40 PM. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "رجل و ولدان"

Post a Comment

زوار الموقع

    Blog Archive