Headlines
Published On:2014/07/03
Posted by alialsayed

فرحة أولادي

                              فرحة أولادي



 سأقص عليكم اليوم قصة واقعية عاشها أبطالها معاناة وحزنا قبل أن يعيشوها فرحا وسعادة .
 تلك القصة التي أنهتها بطلتها اليوم 2 من يوليو العطر الذي فاحت رائحته فتنسمها الكل قد انتهت اليوم .
 كان هناك سيدة لم تعرف للفرح باب يوما ولم ترى للراحة دار ولم تضئ السماء أنوارها ليلها ولم يتبسم القمر لها عمرا .
 راحت تلك السيدة اليوم لتلاقي ربها وتركت الدنيا لمن عليها ليطغوا فيها وتركت لهم عظة لعلهم يدركوها ألا وهي :
                   " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "
هذه السيدة كانت حياتها تتسم بالبساطة بكل معانيها لم تعمل سوى بائعة خضار على إحدى الطرقات ببضاعة بخثة قليلة ورغم ذلك يرزقها ربها برزق لا بأس فيه .
ظلت هذه السيدة تكافح من أجل ولديها أحدها ولدا والاخرى بنت ظلت هذه  المرأة تعمل قدر ما تستطيع . كانت بشوشة ناضر وجهها حسنة الطباع طيبة , لم يسمع عنها مرة سقطة .
 ومرت الأيام كما يمر قطار الحياة سريعا ليسرق منا أعمارنا دون أن نشعر أو ندري .
 وفي يوم تفاجأ الجميع بموت أبنها فقد مات منتحر ولكن لا نعلم السر انتحر وترك وراءه تلك المسكينة تبكيه وتبكي حالها , وها هي المرأة تدفن قلبها مع ولدها في قبر يواريه ليغطش ليلها مع رحيله . فضلت اللون الأسود حدادا عليه وقررت ألا تخلعه إلا حين رحيلها من الدنيا . وتمر الأيام والسنون فيقسو قلب الإبنة الوحيدة لتلك السيدة ويتحجر كالحجارة أو أشد قسوة على أمها . 
 إذ يأتي يوم تلو الآخر فيتخاصما معا لتذكر أمهما أن هي من كانت السبب في انتحار أبنها فكلما تخاصما تقول لها " يا من جعلت ابنك ينتحر " وما كانت هذه الكلمة إلا سيفا على رقبة أمها تذبحها بها كلما حاولت قتلها . ولكن هل هذه الفتاه كانت تقصد قتل أمها حقا بالمعنى الحرفي  أم كان بالمعنى المجازي ؟
 بالفعل كانت هذه الفتاه التي تزوجت من رجل آثر الإبتعاد عن تلك السيدة وهو من يملك أرضا وخيرا وفيرا ولكنه يملك أيضا شحا كثيرا فكما أكرمت هذه السيدة ابنتها فجعلتها تقيم معها بمنزلها وشملتهم بعطفها تنكروا منها وجحدوا عليها بالمال فتظل هذه المسكينة تذهب وتجئ بالخطار لتبيعه لتأكل من رزقه وإن كان طعام بسيط ولكن بنفس راضية وقلب شاكر وفيه متبسم دائما , وهم بالأعلى يأكلون ما لذ وطاب لا يستحيون مرة فيعرجون على تلك المسكينة ليزيقوها بعض مما يأكلون . فلا تنتظر الخير من الخبيث وتظل كل يوم تلك الابنة الجاحدة قاسية القلب تذكر أمها بأنها هي من كانت سبب وفاة ابنها إلى أن يشاء الله تعالى بأن يجعل عبرة للناس لعلهم يتذكرون فيموت ابن هذه الفتاه والغريب انه مات منتحرا أيضا والأكثر عجبا أنه قتل نفسه بنفس الطريقة التي مات بها خاله . فيشاء القدر بأن يصمت هذه الفتاة فلم تعيد الكلمة لأمها مرة أخرى . وكيف تعيدها وهي من كانت السبب في موت ولدها أيضا ؟؟
 سبحان الله كل مؤجل ليوم الجمع إلا عقوق الوالدين فيعجل الله بها في الدنيا
 ولكن هل تتذكروا ذاك السؤال الذي طرحته ألا وهو هل كانت هذه الابنة كانت تريد قتل أمها بتكرار تلك الجملة أم كانت فقط مجرد غضب أو كراهية لأمها ؟؟
 في الحقيقة إن إجابة هذا السؤال متروك لكم ولكن لن تعرفوا الإجابة إلا بعدما تعرفون التالي من حكايتنا .............
 مرت الأيام وملت الابنة من أمها فأحست أنها ثقيلة عليها فتشاجرت معها وأحكمت بابها على نفسها ولم تسأل عن أمها وظلت لشهور طوال ....وفي أثناء هذه الفترة لم تعرف هذه السيدة المسنة التي أتعبها الزمان وجردتها ابنها من الأمومة أن تقضي حاجتها من الخارج . فإن احتاجت شيئا طلبته من الجار الذي كان أحن وأكثر عطفا فمنهم من يجود بخدمة ومنهم بطعام ومنهم بشراب حتى العطف والإحسان . نعم تلك السيدة كانت تأخذ صدقة من الغريب وابنتها وزج ابنتها بالغنى ينعمون !! 
فلا تعجب فهذه هي الدنيا ننسى من ضحى من أجل ونجري وراء من أغلقوا أبوابهم في وجوهنا  عجيبة يا دنيانا وكأنك بحر من العجاب .
 تظل هذه السيدة إلى أن يحلو شئ في يدها بعين الابنة فتجئ لتصالحها وتخطب وُدها ولكن ما هو الشئ الذي جعل تلك الابنة تعود مرة أخرى ؟
 لن تصدقوا أن هذا الشئ لقمة خبز ! نعم أقصد لقمة خبز كانت هذه الفتاة شحيحة بخيلة وكثر الخبز عند أمها وقل عندها فبخلت على نفسها بأن تبتاع خبز أغلى ثمنا فقررت الهدنة والنفاق فلم تكن نفسها صافية لأمها بل كانت حانقة عليها كارهة إياها .
ستقولون لعلها لم تكن وأن هذا افتراء ولكني سأقص عليكم المشهد الأخير...
 في فترة خصام الابنة لأمها أرادت الابنة قتل أمها . نعم أقصد القتل بالمعنى الحرفي .
 فجاءت في يوم لتفتح باب أمها خبثا دون أن يشعر بها أحدا لتذهب لتفتح على أمها الغاز لتموت خنقا ....!! لا تتعجب فهذه هي الحقيقة ولولا رحمة من الله بأن يرسل إليها أحد الجيران لينقذها ويغلق صمام الغاز قبل أن تموت خنقا . 
أعرفتم إجابة ذاك السؤال ؟؟
وتمر الأيام وتمرض وتشفى وتمرض ولكن تلك الابنة لا تسأل فمن أراد السؤال من الجيران فليدفع الباب ويدخل دون أي اهتمام .
 إلى أن جاء ميعاد الرحيل وتسلم ربها الأمانة لتلقى وجه ربها وتترك الدنيا لمن طمع بها وهذه كانت فرحة أولاد بوفاة أمهم ...... فرحمة الله عليكِ وعلى أمواتنا جميعا .
كتبت : سامية 

About the Author

Posted by alialsayed on 5:02 AM. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By alialsayed on 5:02 AM. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "فرحة أولادي"

Post a Comment

زوار الموقع

    Blog Archive