Published On:2014/10/15
Posted by alialsayed
عبدالله محمد بن موسى الخوارزمي
عبدالله محمد بن موسى الخوارزمي ويُكنى ب الخوارزمي أو أبو جعفر، لم يعرف له تاريخ ميلاد أو وفاة محدد، قيل أنه ولد حوالي 164 هـ 781 م وقيل أنه توفي بعد 232 هـ أي (بعد 847م) وقيل توفي سنة 236 هـ.
أصله من خوارزم. عاصر المأمون، وأقام في بغداد حيث ذاع اسمه وانتشر صيته بعدما برز في الفلك و الرياضيات، اتصل بالخليفة المأمون الذي أكرمه، وانتمى إلى (بيت الحكمة) وأصبح من العلماء الموثوق بهم.
تشير الروايات إلى أن عائلة "الخوارزمي انتقلت من مدينة خوارزم (والتي تسمى "خيوا" حاليا في جمهورية أوزبكستان) إلى بغداد في العراق، والبعض ينسبه للعراق فقط، وأنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 م في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون، حيث أن المأمون عينه على رأس خزانة كتبه، وعهد إليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها.
استفاد الخوارزمي من الكتب التي كانت متوافرة في خزانة المأمون فدرس الرياضيات، والجغرافية، والفلك، والتاريخ، إضافةً إلى إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية، ونشر كل أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر.
ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد، وكان الخوارزمي قد بدأ كتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة، وتشير الموسوعات العلمية - كالموسوعة البريطانية وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا، وموسوعة جامعة كولومبيا، وغيرها على أنه عربي، في حين تشير مراجع أخرى إلى كونه من أصول فارسية، وفي الإصدار العام للموسوعة البريطانية تذكر أنه "عالِم مسلم" من دون تحديد قوميته.
ويُعَدُّ الخوارزمي من أكبر علماء العرب، ومن العلماء العالميين الذين كان لهم تأثير كبير على العلوم الرياضية والفلكية، وفي هذا الصدد يقول ألدو مييلي: "وإذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك فسنلتقي، منذ البدء، بعلماء من الطراز الأول، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي".
في كتاب الفهرس لابن النديم نجد سيرة ذاتية قصيرة للخوارزمي، مع قائمة الكتب التي كتبها. قام الخوارزمي بعمل معظم أعماله في الفترة ما بين 813 و 833. بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، أصبحت بغداد مركز الدراسات العلمية والتجارية، وأتى إليها العديد من التجار والعلماء من مناطق بعيدة مثل الصين والهند، كما فعل الخوارزمي. كان يعمل في بغداد، وهو باحث في بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون، حيث درس العلوم والرياضيات، والتي تضمنت ترجمة المخطوطات اليونانية والسنسكريتية العلمية.
اسهامات واختراعات الخوارزمي العلمية
للخوارزمي اسهامات عدة في الرياضيات والجغرافيا وعلم الفلك ورسم الخرائط ويعتبر مؤسس علم الجبر وعلم المثلثات، له أسلوبه المنهجي الخاص في حل المعادلات الخطية والتربيعية.
هو من اطلع الناس على الأرقام الهندسية، ابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، اشتقت كلمة الخوارزميات algorithm من اسمه، كما حل المعادلات من الدرجة الثانية التي أدت الى نشوء علم الجبر، اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر والمقابلة، الذي نشره عام 830، وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات (Algebra في الانجليزية).
الخوارزمي الذي كان له كل الفضل على العالم كله في ادخاله لمنظومة الأعداد العربية، أدخل الصفر في الأعداد.
لم يقف الخوارزمي عند حدود الرياضيات بل درس وابتكر في علم الفلك والجغرافية ورسم الخرائط.
فصحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة، كما أنه أشرف على عمل 70 جغرافيا لإنجاز أول خريطة للعالم، عندما أصبحت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها إلى اللاتينية، كان لها الدور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرفتأوروبا كتابه في الجبر فأصبح الكتاب يدرس في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي أيضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.
ولعبت انجازات الخوارزمي في الرياضيات دورا هاما في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها فكان حجر الزاوية للكثير مما اكتشفته البشرية، فأبدع الخوارزمي في علم الفلك وأتى ببحوث جديدة في علم المثلثات، ووضع جداول فلكية (زيجاً)، وقد كان لها أثر كبير على الجداول الأخرى التي وضعها العرب فيما بعد واستعانوا بمؤلفاته.
الجبر
(الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) هو كتاب رياضي كتبه الخوارزمي حوالي عام 830 م. ويرجع مصطلح الجبر من إحدى العمليات الأساسية مع المعادلات التي وصفت في هذا الكتاب، وترجم الكتاب لللاتينية باسم Liber algebrae et almucabala الذي ترجمه روبرت تشستر (سيغوفيا، 1145)، وأيضا ترجمه جيرارد أوف كريمونا. وتوجد نسخة عربية فريدة محفوظة في أوكسفورد ترجمت عام 1831 بواسطة إف روزين. وتوجد ترجمة لاتينية محفوظة في كامبريج.
ويعتبر الجبر هو النص التأسيسي للجبر الحديث. فهو قدم بيانا شاملا لحل المعادلات متعددة الحدود حتى الدرجة الثانية، وعرض طرق أساسية "للحد" و"التوازن" في إشارة إلى نقل المصطلحات المطروحة إلى الطرف الآخر من المعادلة، أي إلغاء المصطلحات المتماثلة على طرفي المعادلة.
«"ربما كانت أحد أهم التطورات التي قامت بها الرياضيات العربية بدئت في هذا الوقت بعمل الخوارزمي وهي بدايات الجبر، ومن المهم فهم كيف كانت هذه الفكرة الجديدة مهمة، فقد كانت خطوة ثورية بعيدا عن المفهوم اليوناني للرياضيات التي هي في جوهرها هندسة، الجبر كان نظرية موحدة تتيح الأعداد الكسرية والأعداد اللا كسرية، والمقادير هندسية وغيرها، أن تتعامل على أنها "أجسام الجبرية"، وأعطت الرياضيات ككل مسار جديد للتطور بمفهوم أوسع بكثير من الذي كان موجودا من قبل، وقدم وسيلة للتنمية في هذا الموضوع مستقبلا. وجانب آخر مهم لإدخال أفكار الجبر وهو أنه سمح بتطبيق الرياضيات على نفسها بطريقة لم تحدث من قبل."»
الفلك
فقد ألف الخوارزمي مؤلف باسم زيج السند هند يتألف من حوالي 37 فصل حول حسابات الفلك وحسابات التقويم و 116 جدول متعلق بالتقويم، والبيانات الفلكية والتنجيمية، وكذلك جدول لقيم جيب الزاوية.
ويعتبر أول زيج يستند على الأساليب الفلكية الهندية المعروفة باسم السند هند. شمل على جداول لحركات الشمس، والقمر وخمسة كواكب معروفة في ذلك الوقت.
قام الخوارزمي بعدة تحسينات هامة لنظرية وبناء المزولات، التي ورثها من الحضارة الهندية والإغريقية. وعمل جداول لهذه الآلات التي اختصرت الوقت اللازم لإجراء حسابات معينة. كانت مزولته عالمية، وكان يمكن ملاحظتها من أي مكان على الأرض. ومنذ ذلك الحين، وضعت المزولات في كثير من الأحيان في المساجد لتحديد وقت الصلاة.
اخترع الخوارزمي مربع الظل في القرن التاسع في بغداد وأستخدمت لتحديد الإرتفاع الخطي لجسم، بالإشتراك مع العضادة لملاحظات الزاوي.
أخترع الخوارزمي أيضا أول أداة ربعية وأداة قياس الإرتفاع في بغداد في القرن التاسع الميلادي. اخترع الخوارزمي، أيضا أداة الربع المجيب الذي كانت تستخدم للحسابات الفلكية. وأخترع أيضا أول الربع الحراري لتحديد دائرة عرض، في بغداد، ثم مركز تطوير الربعيات. وكان يستخدم لتحديد الوقت (وخاصة أوقات الصلاة) من خلال مراقبة الشمس أو النجوم. كانت أداة الربعية أداة عالمية، وهي أداة رياضية مبتكرة اخترعها الخوارزمي في القرن التاسع وعرفت فيما بعد باسم (الربعية القديمة) في أوروبا في القرن الثالث عشر. ويمكن استخدامها في أي دائرة عرض على الأرض وفي في أي وقت من السنة لتحديد الوقت في بالساعة من الارتفاع من الشمس. وكان هذا ثاني أكثر أداة الفلكية تستخدم على نطاق واسع خلال القرون الوسطى بعد الأسطرلاب. وأحد استخداماتها الرئيسية في العالم الإسلامي هو تحديد أوقات الصلاة.
كتبت : سامية