Published On:2015/01/04
Posted by Unknown
فكاهات وطرائف
لا شك في ان الابتسامة تصنع الأمل، وتمحي الحزن. فالفكاهة معناها في اللغة المزاح والدعابة، فهي من اساسيات الحياة لا غنى عنها للإنسان، غذ لا يمكن ان تمضي الحياة في جد وصرامة طوال الوقت، فحينئذ تكون عبئا ثقيلا لا يطيقه احد.فالحياة مليئة بالمتاعب والمشاكل لذا وجب ان يكون هناك متنفسا للخروج من متاعب الحياة لإكمال الحياة. فالفكاهة التي تثير الضحك هي المتنفس الذي يخفف ضغطها، ويُنسي همومها، ويزيح اثقالها.
فالضحك ظاهرة اجتماعية تحتاج للمشاركة، مثلها كمباراة كرة القدم يكون لها مذاق خاص كلما كانت في جماعة. فقد يسمع الإنسان احدى الفكاهات منفردا ويكتفي بالابتسام، على الرغم من انه لو سمعها وسط مجموعة لكانت هذه الابتسامة ضحكة عالية.
فالاستجابة للفكاهة يعتمد على عدة امور نفسية ومجتمعية وغيرها، فالاستجابة للفكاهة والتأثر بها يختلف من شعب لأخر، ومن فرد لأخر، تبعا لعمره وثقافته وبيئته؛ لأن كل هذه العوامل تدخل في التكوين النفسي للإنسان. فما قد يُضحك الصغار قد لا يُضحك الكبار والعكس. هذا ولا يوجد ما يمنع ما يضحك الجميع سويا.
ولكن ما قد يجعل هذا يضحك وهذا لا يتأثر هو العامل النفس أولا وآخرا. الحالة النفسية هي التي تشكل العامل الاساسي للضحك وقابلية الانسان له.
فاذا توفر هذا الاساس استجاب الانسان لبواعث الضحك، واذا لم تتوفر مرت هذه المواقف دون ان يتأثر بها. ومن الناس من يملك هذه الموهبة، موهبة اسعاد الناس وخلق الفكاهة مهما كانت حالة الأخرين النفسية.
والعرب من اشهر الشعوب الذين يحبون الضحك، فأختاروا اسامي تدل على الضحك ك(فرحان، سعيد، سرور، باسم،....وغيرها)
حتى الاسلام كانموقفه واضحا من الضحك، فلم يكن الرسول وصحابته في عبوس دائم ولا هزل مستمر. فكان صحابته يمزحون دون ان ينقص ذلك من ايمانهم، فكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول الا حقا، فكان يعجبه افكاهة الطريفة، ويضحك لها حتى تبدو ضروسه.
وقد قال رسول الله ((روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت)).
ويذكر أن للرسول مع احد اصحابه مواقف طريفة، فكان لنعيمان مواقف كثيرة طريفة مع رسول الله ومنها: أنه اهدى بيت رسول الله جرة عسل اشتراها من اعرابي، وجاء بالأعرابي لبيت رسول الله، -والاعرابي لا يعرفه- وقال له خذ ثمن الجرة من هذا البيت، فلما قسم رسول الله العسل استبطأ الاعرابي الثمن فقال : أيها الناس، أين ثمن عسلي؟ فقال النبي هذه احدى فكهات نعيمان، وسأل نعيمان لماذا فعلت ذلك؟ فقال نعيمان: يا رسول الله اردت ان اهدي لك شيئا، ولم يكن معي مال، فتبسم النبي، واعطى الاعراي ثمن العسل.
ويقول رسول الله عن نعيمان انه سيدخل الجنة ضاحكا لأنه كان يضحكني.
أما التاريخ العربي فهو مملوء بالمواقف والفكاهات واذكر أنه في عصر المتوكل أدعت امراة النبوة، فأتى بها المتوكل وسألها: أنبية أنتِ؟ قالت نعم.
قال: أتكفرين بمحمد؟ قالت لا، قال: أتؤمنين به نبيا ورسولا؟ قالت: إِي والله، قال: أليس هو القائل "لا نبي بعدي" . قالت بلى، ولكنه ليس القائل لا نبية بعدي.
ولكن الشخص الذي يتربع على ساحة النوادر والضحك وهو الأشهر حجا، الذي طالما عُرف بنوادره الطريفة.
ويذكر أنه أستأجر حمالا يحمل له الدقيق، فسلك الحمال طريقا مزدحما وهرب، فلما رأه جحا بعد أيام استتر منه، ولما سئل في ذلك قال: لئلا يطالبني بالأجرة.
واخر لجحا أنه كان له حمار فأراد احد اصدقائه ان يستعيره منه، فقال جحا ان الحمار غير موجود الآن، وبينما هما يتحدثان نهق الحمار، فقال صديقه له انك تقول: ان الحمار ليس موجود، وهذا صوته مسموع، فرد جحا قائلا سامحك الله اتكذبني وتصدق الحمار.
ومن اصحاب النوادر رجل يدعى هنبقة: اختصم اليه بنو راسب، وبنو طفاوة في رجل ادعاه هؤلاء وهؤلاء. ثم اتفقوا على ان يحكم بينهم اول طالع عليهم فكان هنبقة.
فقال لهمك ارموه في البحر، فاذا رسب فهو من بني راسب، واذا طفا فهو من بني طفاوة. فقال الرجل: لا اريد ان اكون من احد هذين الحيين.
وقال أحمق لأابنه وهو احمق منه، اي يوم صلينا الجمعة في مسجد الرصافة؟
قال الابن: لقد نسيت، ولكني اذكر انه يوم الثلاثاء، فقال: صدقت كذا كان.
سار مغفلان في طريق فقال أحدهما للأخر: اتمنى قطيعا من الغنم انتفع من لحمه، وصوفه، ولبنه، فقال الأخر: اتمنى قطيعا من الذئاب تأكل غنمك، واشتد النزاع بينهمان وتراضيا ان يحكما بينهما اول طالع عليهما، فطلع رجل يركب حمارا ويحمل عليه جرتان من العسل، فحدثاه بحديثهما، فانزل الجرتين وفتحهما، واسال العسل على التراب، وقال: صب الله دمي مثل هذا العسل غن لم تكونا أحمقين.
شاركنا بالفكاهات التي أعجبتك أو التي تعرفها لتضحكنا معك
