Headlines
Published On:2014/12/29
Posted by alialsayed

للسعادة مفهوم أخر

الكثير يظن ان السعادة في المال او الشهرة او غير ذلك ولكن ماذا يكون لديك لتكون سعيد؟ ما الذي تحتاجه لتملأ حياتك بهجة وسعادة؟
هذا ما سنتناوله اليوم عن مفهوم السعادة. يقول اسماعيل يس في اغنيته المشهورة صاحب السعادة ويتسائل فيها عن معنى السعادة، ومن الذين سيصل إليها، فهل تتوقف حقا السعادة على المال أم للسعادة حسابات أخرى. لذا اردت اليوم ان اناقش معكم ما هي السعادة.
ان عندنا للمفهوم التقليدي للسعادة وهي المال يرى الكثير منا ان السعادة تتوقف على كمية وجمعك للمال فكلما زاد مالك زادت سعادتك وكذلك زاد تقدير الناس لك. بالفعل قد تجلب لك الاموال الاحترام المقنع فكلما سرت في مكان يقف لك الناس ويحيونك وكأنك ملك عليهم، كل يحاول ارضائك كل يحاول خدمتك وارضائك بكل صورة ممكنة حتى وان جاء على نفسه واذلالها كل من اجل المال.
ولكن هل ترى ان هذه السعادة؟! يعرف الكثير منا خاصة من الذين يخدمون هؤلاء الأشخاص ان مثل هذه الافعال ما هي الا نفاق من وراء قلوبهم، كل يخدم مصلحته، كل يظهر خدمته ينتظر منها المقابل وكل حسب خدمته، حتى الابتسامة فمنهم من يقدمها بالمال. إذا هل ترى أنت يا من تعيش في هذه الدنيا انك تعيش في سعادة، هل ترى حقا انهم يخلصون لك.
أما اذا نظرنا لبعض المشاهير الذين نراهم دوما ملوكا للسعادة ونرجح السبب لكثرة المال.
 ها هو الفيس بريسلي Elvis Presley 

الكثير منا يعرفه فكما نقول اشهر من نار على علم، ذلك الشاب الذي اوتى بكل ما يحلم به أي مرء مال، شهرة، صحة، معجبين، وزوجة كانت ملكة جمال...ولكن اذا تأملت في قصة حياته ستجد ان هذا الشاب الذي طالما حلم الكثير ان يكون مثله مات بجرعة زائدة من المخدرات ووجد ملقى في حمامه! ستجد ايضا ان هذا الشاب اليافع لم يكن مطلقا سعيدا في حياته بل كان كئيبا حزينا غير ما الذي نراه منه.

وها هو روبن وليامز Robin Williams الذي مات منتحرا حسب ما اعلنته وسائل الاعلام هذا الممثل الكوميدي لم يكن ايضا سعيدا في حياته على الرغم من الشهرة الواسعة والزوجة والابنه والمال وغير ذلك الا انه مات منتحرا!

إذا للسعادة مفهوم اخر غير المال، فما هو اذا؟
وبعض اخر يرى ان السعادة في حب النساء او في الحب عامة أو حتى حتى في الزواج ولكن يقال لكم نفس الكلام عن الفيس بروسلي الذي ملك ما اراد من النساء حتى كان النساء تتهافت عليه ولو بنظرة منه، كما كانت زوجته ملكة جمال عصره ولكن لم يكن سعيدا. إذا للسعادة عنوان أخر ليس في الدرب الذي نبحث فيه.

اذا نظرنا اننا نرى ان السعادة تتمثل في اماكن خاطئة فالشاب يبحث عن سعادته في فتاة ليتزوجها فستأتي معها السعادة، ورجل الأعمال يرى ان سعادته تأتي من نجاح صفقته، والفتاة ترى أن سعادتها تأتي بزواجها. كل يبحث في المكان الخاطئ. 
ولكن هلا فكرت قليلا بعد حصولك على الزوجة او الزوج او الصفقة هل شعرت بالفراغ مرة اخرى؟ هل احسست مرة اخرى انك لم تعد سعيدا وتريد شيئا أخر؟
مثله كمثل الذي يأكل وجبة طعام ويرى فيها سعادته ولكن سرعان ما تهضم وينسى طعمها وتمحو سعادته بها ويعود اليه الفراغ مرة اخرى.
اجتمع العلماء والفلاسفة على ان السعادة انما هي سعادة النفس، هي سلام داخلى، بمعنى انك تشعر انك تعيش في سلام داخلي.
فاذا اردت ان تفرق بين السعيد والغير سعيد انظر اليه عندما يصاب بمصيبة فاعلم ان السعيد هو من يتعافى سريعا وينسى مصيبته ويحاول الخروج منها سريعا ويعاود حياته مرة اخرى، على عكس الغير سعيد ستجده دخل في اكتئاب شديد وقد يقبل على ادمان الخمر او المخدرات أو قد يفكر في الانتحار.
يقول ابن عطاء السكندري " اذا قل ما تفرح به....قل ما تحزن عليه"
فاعلم ان السعادة في هذه الدنيا تاتي باخراج الدنيا من قلبك، هكذا يقول بديع الزمان النورسي.
فكلما اخرجت الدنيا من حساباتك كلما عشت سعيدا لانه لا يوجد ما ستحزن عليه. 
فالقرءان الكريم دائما ما يذكر كلمة السلام والطمأنينة 31 مرة بينما كلمة السعادة نجدها مرتين فقط في أمور لها علاقة بالجنة والاخرة. كما نجد ان الاسلام يحثنا على السلام لا السعادة لأنه الاصل فنجد دائما ان تحية الاسلام وهي السلام عليكم، وفي الصلاة في التحيات نجد السلام على النبي.
فيقول أيضا بديع الزمان النورسي
 " السعيد ليس من وجُد في ظروف معينة، ولكن السعيد من لديه قناعات داخلية معينة ليتعامل مع ظروفه الخارجية ايا كانت"
الكثير منا يجد سعادته دنيوية وليت سعادة حقيقية هكذا هي سعادتنا.
فانظرالى نفسك لترى نفسك اذا كنت من السعداء ام لا؟

كتبت : سامية

About the Author

Posted by alialsayed on 5:45 PM. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By alialsayed on 5:45 PM. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "للسعادة مفهوم أخر"

Post a Comment

زوار الموقع

    Blog Archive