فى أى عمر يجب أن تموت
نستكمل حديثنا اليوم بباقى قصتنا الواقعية.....
تكبر فى السن وتعجز عن كل شئ كما عجزت سابقا عن الدفاع عن نفسها فترجو من ترجو ان ينقذوها من بين جدران الوحدة وعتمة الظلم ولكن اين من يسمع ويبصر ..
فالأمر أنه عندما كبرت هذه المراة اخذتها تلك البنت لتعيش معها متحديه اخواتها ولكن بلا تعجب لم يكونوا يريدونها لأنها أمهم أو لانها كبرت بل من أجل مالها , فمن سيستضيفها سيضع معاشها الكبير فى جيبه بدون لوم الناس عليه انه يأخذ مال أمه فسيقال " هذه فتاه متزوجة وأين لها من المال لتنفق به على أمها ؟ فلن ينفق عليها زوج ابنتها ولها اولاد من البنين " فلا تتعجبون فالبنين لن ينفقوا عليها قرشا واحدا فقبلوا بهذا وانتهى بها المطاف ان توضع وترمى فى غرفة صغيره مظلمة نتنة الرائحة تكاد تسقط من قدمها بليت هذه الغرفة منذ سنين ..ولكن الغريب ان اولادها خدعوا جيرانها بعدما طلب الجيران منهم ان تظل هذه المرأة معهم فيخدموها ويكونوا لها خير سند وخير جار فأبوا وقالوا : ستقيم عندنا معززه مكرمه فما يهيننا اهاننا .لا تقلقوا فهذه أمنا .
فخدعوا الناس بكلام معسول وكانت هذه صنعتهم .
ظلت هذه المرأة بين الجدران لا يزورها أحد من الجيران الجدد أو القدامى والسبب منع الزياره من قبل ولادها .حتى أولادها لا يزوروها قط .وفى مره جاءت جارة مقربه لهذه المرأة فزارتها بعد سماح ابنتها بالزياره لشدة قربها بهذه المرأة فوجدت ما وجدت من القسوة والظلم قسوة الولد على امه وظلم لدنيا على الضعيف .ويا حسرتاه على الضيعيف ! أين يعيش ؟ و الى من يأوى ؟ المهم ..وجدت عندها البرد من مدفأة , الجوع من لقمة عيش , الظمأ من غير قطرة ماء , البكاء من غير منديل , الشكوى من غير مستمع .
أرادت هذه المرأة ان تشكو الى صاحبتها ولكن هل كانت تعرف عندما زارتها ؟! لا .لم تكن تعرفها فقد أخذت الوحدة ذاكرتها فأصببحت تنسى كل شئ حتى أولادها فم تعد تتعرف عليهم بسهوله ..
تذكرت صديقتها وشكت لها ما شكت ودعت ابنتها لتأتى لهم بفاكهة فاحضرت فكانت المرأة كريمة طوال حياتها حتى مماتها فوضعت الفاكهة فى كيس واعطته كله ولم تبقى منه شيئا لها لجراتها وصديقتها الحميمة وكانت هذه آخر زياره بينهما فمرت أيام قليله حتى سمع بخبر وفاتها .ولكن الاهم ما سيأتى......
كما تشاجرت الأخوة على من سيأخذ امه من اجل المعاش الذى تتقاضاه تشاجروا اليوم من اى بيت ستخرج .نعم كل جاء ويقول هذه امى ستخرج للدفن من عندى فانا ولدها واخر انا اكثركم حبا لها .ولكن اين كنتم ؟ اين كان حبكم لها ؟
وأخيرا خرجت من عند احدهم ليقال هذا الذى جعل امه تعيش عيشه هنية , هذا الذى اكرمها فى محياها ومماتها .
وهذه هى الدنيا ....
وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون